صورة عائلية تجمع فوزي وزوجته مع طفلهما.
صورة عائلية تجمع فوزي وزوجته مع طفلهما.
أسامة الخليفة
أسامة الخليفة
-A +A
ياسر عبد الفتاح (جدة) okaz_online@
أكد السوداني فوزي لويس كوجو والد الطفل «رزاق» الذي تعرض إلى تمييز عنصري في إحدى حضانات الأطفال في شرق بيروت لـ «عكاظ» أن وزارتي الصحة والتعليم اللبنانيتين قدمتا له اعتذارا رسميا عما حدث لطفله الرضيع الذي تعرض للطرد من الحضانة بسبب بشرته الداكنة. واعتبرت عدة جهات رسمية ما حدث «تصرفا عنصريا مرفوضا ومستهجنا». وفي وقت أشارت فيه أنباء إلى إلغاء ترخيص الحضانة بادرت أخرى بقبول الطفل وتقديم العون النفسي له. وأضاف الأب أن الروضة التي طردت الطفل بسبب لونه عادت بعد تصاعد القضية وطلبت رجوعه غير أنه رفض العرض بصورة قاطعة.

وقال كوجو المقيم في بيروت منذ نحو 20 عاما ويعمل في أحد الفنادق إنه لم يكن يتوقع التصعيد الكبير للواقعة وتحولها إلى قضية رأي عام شغلت كل الأوساط في لبنان وخارجها. وأعاد الفضل في ذلك إلى مجموعة من زملاء العمل اللبنانيين الذين سلطوا الضوء على المخالفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وامتدح أبو رزاق تفاعل الأوساط الرسمية والشعبية في بيروت مع قضية طفله.


وأضاف كوجو، الذي ينحدر من منطقة هيبان في جبال النوبة بغرب السودان، واقترن بوالدة رزاق قبل نحو خمس سنوات، أنه ينتظر استكمال أوراقه لدى شؤون اللاجئين للمغادرة إلى أوروبا والإقامة هناك ليضمن حياة مستقرة ومستقبلا آمنا لطفله الوحيد.

وكشف كوجو لـ «عكاظ» تفاصيل جديدة عما تعرض له طفله البالغ من العمر عاما وتسعة أشهر، مشيرا إلى أنه تردد كثيرا في إلحاق الطفل بالحضانة مثار الأزمة خشية تعرضه إلى تمييز عنصري وصارح ذلك «حياة» المسؤولة عن الروضة غير أنها أكدت له عدم صحة مخاوفه وتسلمت المقابل المالي 150 دولارا قبل أن تعيده بسبب ضغوطات تعرضت لها من سيدة اعترضت على وجود طفل داكن البشرة مع أطفالهم.

من جانبه، أوضح عبدالله عبدالسيد رئيس الجالية السودانية في لبنان لـ «عكاظ» أن قضية الرضيع السوداني وجدت تعاطفا كبيرا من كافة الفئات اللبنانية التي استهجنت التمييز، وأن عدة جهات أبدت تعاطفها وهددت الروضة العنصرية بسحب الترخيص والإغلاق النهائي. وأوضح أن غالبية السودانيين المقيمين في بيروت تقدموا بأوراقهم إلى مفوضية اللاجئين لمواجهة ما أسماه المصاعب المعيشية في لبنان خصوصا أن أكثرهم يمتهنون وظائف قليلة العائد.

السفارة السودانية لـ«عكاظ»: ليست الحالة الأولى !



كشفت السفارة السودانية في بيروت على لسان مستشارها الإعلامي أسامة الخليفة، أنها علمت بواقعة الطفل رزاق من منصات التواصل الاجتماعي وأن الأب لم يتقدم ببلاغ رسمي للبعثة الدبلوماسية. وقال المستشار أسامة الخليفة لـ «عكاظ» إن السفارة تواصلت مع الأب بمجرد علمها بالواقعة وأصدرت بيانا رسميا استهجنت فيه ما حدث للطفل الرضيع من تمييز عنصري. كما أجرى السفير على الصادق اتصالات مع الجهات الرسمية اللبنانية لاستيضاح ما حدث ومنع تكراره والعمل على جبر الضرر النفسي عن الطفل والأسرة. وعن وضع الأب من الناحية القانونية خصوصا أنه من طالبي اللجوء، أوضح الخليفة أن السفارة تتعامل معه كمواطن سوداني بصرف النظر عن وضعه. وأضاف، أن ما تعرض له الطفل «رزاق» من تمييز تكرر أكثر من مرة في مواقع مختلفة ما يستدعي التعاطي مع هذا الملف بالجدية والحسم اللازمين. مستبعدا أن تكون الحالة فردية، وعلى «الدولة اللبنانية أن توجه مواطنيها بالنأي عن مثل هذه الممارسات».